سلامٌ أيتها الكائنات الجميلة!
مرحبًا بعودتك سيدتي الجميلة وشكرًا لك لاستمرارك على طريق رحلتك الروحية نحو حياة متجسدة ومبهجة ومتنعمة! أنا د/ سارية عود مبتكرة منصة “سحر التجسيد”، وهي منصة تدريبية تقدم للمرأة أدوات تحويلية لتعيد اتصال ذاتها الحقيقية مع عقلها وقلبها وجسمها، وقد توصلت على مدار البحث الذي أجريته إلى ثلاث حالات مصيرية وضرورية لأي امرأة؛ لكي تتجانس روحها الإلهية بشكل كامل، وقد ناقشنا من قبل أول حالتين وهما الصفاء والحب وناقشنا السحر الذي يجلبانه لحياتك كامرأة .. والآن، نتعرض لحالة التكامل الثالثة والأخيرة: الأمان!
يُعد الأمان مشكلة كبيرة لأغلب النساء حول العالم، بل أننا نشعر أن شعورنا بالأمان يُنتهك كثيرًا؛
فقد اعتادت الكثيرات منا على مراقبة مَن خلفها، فالشعور بالخطر يمكن أن يقدم نفسه إلينا بدنيًا أو انفعاليًا أو روحيًا وعلى مستويات مختلفة أيضًا، فكيف نحافظ على شعورنا بالأمان على مدار الساعة خاصة وأن حالة الأمان لدينا تختلف عن حالة الأمان لدى الرجال؟
عادةً ما تكون الاستجابة الذكورية للخطر في صورة تهديد بدني خارجي يمنع شعوره بالأمان، لكن الاستجابة الأنثوية ترى الخطر والأمان بشكل مختلف تمامًا؛ فالأمان لدى المرأة يشمل حالة نفسية داخلية، تقرر هذه الحالة النفسية كيف تكون ردة فعل المرأة لمحيطها المادي وكيف تحدد ما إذا كان شيءٌ ما يشكل خطرًا أم لا، حين تجسدين الصفاء والحب الذي أُهديته كامرأة، تجدين أنه لا يوجد ما تخشينه أو تشعرين نحوه بالتهديد، تصبح حالتك الفطرية من الأمان هي حقيقتك .. هي ما تجسدينه ..
تصبح هي النعمة التي تسيرين بها على طريقك الإلهي.
لقد أمضيت سنوات المراهقة في بيئة ذكورية بحتة حيث العيب هو الصفة الغالبة، وللنساء بصفة خاصة؛ اختلفت المملكة العربية السعودية وباكستان على مدار عِقد التسعينيات من القرن الماضي وحتى أوائل العِقد الأول من القرن الحالي اختلافًا شاسعًا عن بداية حياتي في الولايات المتحدة وعن حياتي الحالية في المملكة اليوم، ولأكون واضحة معك .. أنا أحب بلدي وثقافتي، وبكل تأكيد أحب اللغة العربية، ومع كل عام يمضي يزداد حبي للشرق الأوسط وتكبر ألفتي معه! كان ذلك حين نضجت وتعلمت أخيرًا أن أحكم قبضتي على حقيقتي وعلى قوتي الأنثوية، بغض النظر عن المكان الذي قد أكون فيه في العالم.
إلا أن تلك الثقة كانت معدومة فيما سبق، لكن التكييف الاجتماعي علمني أنني كامرأة لست آمنة، فربطت كل ما يتعلق بالأنوثة بأنه “عيب” .. محظور .. من عمل الشيطان، كنت مرصودة بداية من جسمي إلى صوتي وحتى نظرتي وحركاتي، لكن المنزل كان بمثابة مكان آمن حيث أمكنني أن استرخي وأكون على طبيعتي وأرقص طوال اليوم، ولكن بمرور الأيام وحين بدأت ملامح أنوثي تظهر أثر “العيب” الذي يحيط بأنوثتي على علاقتي بوالدي.
بشكل عام، يعاني الآباء في أنحاء العالم مع بناتهم بمجرد أن يتحول مظهر “الفتاة الصغيرة البريئة” إلى مظهر الأنثى مع سن البلوغ،
إلا أنه هذه المرحلة التحولية في الشرق والأوسط وجنوب آسيا قد تكون أكثر صعوبة وإرباكًا، فمثلًا إبعاد والدي لي عن محيطه كان بدافع الحب، فحين كنت فتاة صغيرة كنت أتبع والدي كظله وأحببته أكثر من أي شيء في العالم، لكن على مدار السنوات الأولى لانتقالنا إلى المملكة بدأت تظهر عليّ علامات الأنوثة، وبدأ قضاء الوقت مع والدي يقل أكثر فأكثر؛ فلم يكن مسموحًا لي الانضمام إليه حين يزوره الذكور من الأصدقاء أو الأقارب أو حين يخرج للتنزه، وفي كل مرة أسأله عن سبب توقفه عن اصطحابي يقول بأن المجتمع لا يقبل وأن الفتيات لا يخرجن مع آبائهن بل يبقين مع أمهاتهن فيبقين آمنات وبخير، فتعلمت أن الكيان الاجتماعي كان أكثر أهمية من تقوية العلاقة بيننا.
بالنسبة لي فقد شعرت أنني فقدت والدي وقد كسر هذا قلبي، وكان هذا حافزًا لسلسلة من المعتقدات بعدها، أحدها هو أن الحياة “بالخارج” و الحياة خارج البيت هو مكان خطر ومليء بالرجال الأشرار الغاضبين والنساء اللواتي ترغبن في إيذائي لمجرد أني أنثى، بل أن الأسوأ من هذا أنني آمنت بأن هذه الصفات الأنثوية أبقتني منفصلة عن حب الله تعالى .. ضعيفة ومعرضة لعقابه وغضبه كيفما شاء و بدون سبب يذكر، ولأحقق الأمان في نظر عائلتي وثقافتي المتشددة في ذلك الحين كان عليّ أن أدفن أنوثتي وأخفيها وأكبتها، ومعها جمالي وبهجتي .. نعم بهجتي.
بدأت في منتصف عشرينياتي في الاستشفاء من صدمات الماضي ومن المعتقدات المقيدة،
كنت في حاجة لإعادة صياغة علاقة صحية مع ربي، وكذلك مع الذكورة، وذلك بأن أقبل حقيقتي كامرأة، وقد قبلت أن ربي قد منحني جمالي وجوهري الأنثوي وأحبني تمامًا كما أنا! مع استعادة الصفاء والحب، أدركت أخيرًا أنني كامرأة .. آمـــــنة، وأنه يمكنني أن أعيش حياتي حرة في أن أسير الطريق الذي أختاره لنفسي، ياله من تحول كامل وكليّ .. أليس كذلك؟ هذه هي القوة التي يمكن أن تصبح عليها المرأة حين تدرك الأكاذيب والمحددات التي نتمسك بها بكل يأس.
المرأة والرجل .. لم يكن أي منهما أفضل من الآخر يومًا ولن يكون؛ لذلك دعونا نفيق من أكاذيب حرب الجنسين، طفح الكيل، إن كل جانب من جوانب الطبيعة والكون الذي ندركه تجسد كل من طاقة الأنوثة وطاقة الذكورة، ونحن البشر لسنا استثناءًا؛ فالطاقتين متساويتين في القدسية، وحين يبدأ أي منهما في رحلته الروحية نحو استكشاف الذات الحقيقية يحدث الاستشفاء العميق وتجسيد الجوهر الحقيقي .. يحدث السحر .. يحدث الحب .. يحدث السلام.
يمكن لهذا العمل أن يغير العالم، أن نسمح للأطفال بأن ينشئوا في بيئات سليمة وآمنة حيث يمكن أن يزدهروا، وبفضل هذه الرؤية كرست نفسي لمشاركة هذه المعارف المقدسة معك أنت أيتها الكائنة الجميلة.
كم أشعر بأنني محظوظة أن تمكنت من مشاركتك هذه المعارف المقدسة! وكم أنا ممتنة لك أن استقبلت كلماتي، حيثما كنت على طريق رحلتك الروحية أود أن أكون على اتصال معك أيتها الكائنة الجميلة؛ لذلك أرحب بزيارتك لصفحتي على الإنستجرام ولترك تعليق لي على أي منشور تشعرين بالانجذاب إليه، اسمحي لي بالتعرف على خواطرك وتجاربك الشخصية فيما يتعلق بالأمان كامرأة .. إن أنوثتك الإلهية تنتظر أن تصبح واقعًا في حياتك، ولا أطيق الانتظار حتى أشهدك وأنت في رحلتك الروحية إلى ذاتك الساحرة المتجسدة.
مع خالص حبي،
د/ سارية عود
مدربة التجسيد الأنثوي ورائدة تحويلية